إنها فتاة... أجبرت من جهة الأهل على أن تذهب لحضور زواج أحد أقاربها، فرفضت لأنها تعلم ما الذي ستجده في ذلك الزواج من منكرات ولكن أهلها أصروا عليها حاولت إقناع والدتها ولكن محاولتها باءت بالفشل.
فذهبت وهي مكرهة تدعوا الله أن يعينها على إنكار المنكر والأمر بالمعروف، ومع دخولها صالة الأفراح إذ بضجيج الموسيقى الصاخبة ينتشر في كل مكان، رأت أنواع وأشكال اللباس الذي أظهر المفاتن والعورات.
بكى فؤادُها على تلك المناظر المخزية لبنات المسلمين.. رددت لقد إستطاع الأعداء أن يلعبوا لعبتهم، حاولت الإنكار بذلت جهد ولكن لا حياة لمن تنادي..
أرادت الخروج من هذا الجو المشبع بالمنكرات وبما يغضب الله ولكن أين تذهب؟ أخذت تبحث في الصالة عن مكان تمكث فيه حتى تعود إلى المنزل ويكون بعيداً عن هذا الضجيج الذي آذاها فلم تجد سوى غرفة بعيدة في أقصى الصالة وقد خصصت للخادمات، وقالت: جلوسي هنا أسلم لنفسي وديني..علت الدهشة وجوه الخادمات تجرأت إحداهن فسألتها: لماذا لا تشاركين الناس فرحتهم؟
فوجدت في محادثتها لهنّ بغيتها في الدعوة إلى الله وبالفعل أخذت توجه وتنصح وتبين سماحة الإسلام، وكان هناك من بين الخادمات نصرانيات فكان ثمرة تلك الدعوة وتلك الليلة إسلام إحداهنّ.
فالله أكبر، ويا لها من همة عالية...
* وقفـــة: قال ابن قدامه رحمه الله في المغني: إذا دعي الإنسان إلى وليمة فيها معصية كالزمر، والعود، ونحوه وأمكنه الإنكار وإزالة المنكر لزمه الحضور والإنكار: لأنه يؤدي فرضين إجابة أخيه المسلم وإزالة المنكر وإن لم يقدر علي الإنكار لا يحضر، وإن لم يعلم بالمنكر حتى حضر أزاله فإن لم يقدر انصرف...
الكاتب: شامل بن إبراهيم.
المصدر: موقع ياله من دين.